تحتل الوضعية المشكلة مكانة هامة في الدرس الفلسفي، وهي تستخدم غالبا في بداية الدرس أو في بداية كل محور من محاوره. فما هو الدور الذي تقوم به؟
إنها تعمل من جهة على استفزاز التلميذ وإقحامه في إشكالات الدرس بكيفية تلقائية وسلسة، كما تعمل من جهة أخرى على ربط الدرس الفلسفي بالحياة.
ولذلك فالتلميذ يلمس من خلال الوضعية المشكلة أن قضايا الدرس الفلسفي تهمه بشكل أساسي، وتتجذر في واقعه الحياتي واليومي؛ فيدرك بذلك أهمية الإشكالات التي تعاطى لها الفلاسفة، ويتحمس بدوره لاكتشاف عالم التفلسف.
هكذا تعمل الوضعية-المشكلة إذن على إخراج الدرس الفلسفي من غرابته بالنسبة للتلميذ، وجعله محط اهتمامه مثله في ذلك مثل باقي المواد الدراسية الأخرى.
في الوضعية المشكلة يمكن استثمار عدة دعامات بيداغوجية، المهم أن يحسن الأستاذ استثمارها وتؤدي الوظائف المتوخاة منها؛ هكذا يمكن استخدام أشرطة سينمائية، أغاني، نكت، حكايات شعبية، أساطير، أحداث من الواقع اليومي سياسية أو غيرها، نصوص روائية وأدبية…الخ.
المهم هو أن تكون للأستاذ المهارة والقدرة، و بشراكة مع التلاميذ، على توليد المفارقات والإحراجات، ومأزقة أذهان التلاميذ من أجل إثارة تساؤلات وإشكالات ستتم معالجتها في الدرس…